الأربعاء، 21 ديسمبر 2011

رحيل

علم بأن رحيله قد حان وأن ما من مفر من وداع لائق لمن شاركوه حياته في مراحلها المختلفة، فدعي كل من استطاع تذكره ليوم حافل كان قد أعد له منذ أن أحس باقتراب ميعاد رحيله.
اعتقد البعض أنها دعوة للم الشمل أو لتعارف أو حفلة خاصة, لكن أحدا لم يعتقد أنه حفل وداع، احتفظ بمشاعره لنفسة كعادته خبأها بين ضلوعه ولم يع حتى أقربهم اليه حقيقة ما بداخلة.
بدأ توافد الأصدقاء على اختلافاتهم الى منزله, جهزت المائدة بأصناف مختلفة ومشروبات متنوعة كل على حسب ما يحلو له وما يفضل، بداء العرض جلس الأصدقاء على مائدة واحدة لأول مرة منذ أعوام مضت على تفرقهم فمنهم من سعى بشراهة لجني المال ونسي حتى نفسة, منهم من صارع الجميع من أجل إمرأة أحبها فضحى بأصدقائه مهرا لإرضائها، من تلقفته الحياة بين دروبها فأرهقته .

 إلا أنة استطاع أن يقنع من استطاع أن يصل اليه بقبول دعوته للم الشمل من جديد، فبعد أن حقق البعض بضع أهدافه فلا ضرر من لم الشمل من جديد لإضافة بعض المرح والدفيء- المفقودان- في حياتهم وحياته، وعلى اختلاف الأصدقاء والمجموعات فقد قرر أن يدعو الجميع فأتي من استطاع.
 كانت فرصة لتعارف البعض وفرصة عمل ايضا، أما بالنسبة اليه هي فرصة للاستمتاع بما أيقن أنه انقى إحساس بالجماعة بين من أحبهم واختارهم، قبل وداع بات يدنو يوما فاّخر.

أطلت عليه بنورها الافت لا احد غيره يرى نورها ويستشعره من بعد، كعادتها تبتسم فتبتسم لها الدنيا بابتسامتها الخلابة وتتراقص مع حركاتها أغصان الشجر، أقبل عليها وفي عينيه اشتياق لأيام حاول الزمن محوها ولم يفلح, فلم ينسها يوما, لم ينس أبدا شعاع الأمل المنبثق من عيناها الحانيه ولا مفتاح الحياة في ابتساتها.

 مد يده في لهفة المشتاق للمسة من يد دائما ماكانت يد العون لتغلب على مصائب دنياه - تلك الدنيا التي هو على مشارف نهايتها فما أجمل أن ينهيها بجانب من إعانة عليها - ما كان أبدا يشكوها همومه أو كربه,  لم تعلم يوما عن ما يواجهه من عوائق,
 لم تكن تعلم قط أنها بلمسه من يداها يستطع بها التغلب على عوائقه، بضحكة منها تزول الهموم من صدره، بنظرة خاطفه منها اليه يتبدد العكر، لم يخبرها قط بماهيتها اليه,  اكتفى بنصيبه القليل من السلام والنظرات والابتسامات والاوقات الممتعه معا .
كان لقائه بها على عادتة مفعما بالمرح لم ينسى أحدا منهما المرح الذي اعتاد عليه فضحكاتها كغذاء روحة يقوى بها على الأيام.

كم هو في أمس الحاجة اليها في هذا الوقت؟ تعينة على ماهو مقبل علية تقويه على مرارة الفراق.

 لم يكن يعلم أنها أرادت أن تراه من جديد فقد اشتاقت اليه بعد زواجها وابتعادها عنه اشتاقت للحظات مرحهم، لشكواها له آلام الحياه،
كانا متحابين متفاهمين لدرجة يصعب عندها الزواج فما الزواج بقادر على استيعاب ما وصلا اليه من تناغم، فلسفته الخاصة أوحت لة بذلك أوحت اليه بأن الصداقة أقدر وأقوم على استيعاب مإ وصلا له، فرضى بزواجها بغيره, وهو على يقين بأن ما من شيء قادر على إجهاض مإ وصلا اليه.

كانت بدورها اقتنعت بما صرح به, الى ان تزوجت وفقدا وسائل الاتصال وقل السؤال شيئا فشيئا,
أخذت فلسفته الخاصة بالانهيار أمام عينيه وهو يمني نفسه محاولا الإبقاء عليها، لكن اليأس قد بدأ في التسرب اليه.

الى ان اليوم تحققت المفاجاة فعلم ان من اصطحبته اليه اليوم هو أبنها الذي تناديه بأسمة تفائلا به, انشغل عنها بمداعبته له, وعلم اليوم انه ماغاب عنها ابدا فهو امامها ليل نهار, فكان تواصلهم  روحيا تماما كما أيقن أن ما بينهما أبديا أزليا لا يقدر الزواج على استيعابة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق