الاثنين، 18 يونيو 2012

ماذا جرى في مصر ولها؟

ولم يجد "روتشيلد" ما يغري به "بالمرسترون" على مساعده هجرة اليهود إلى فلسطين غير قولة في خطاب بتاريخ 18 أغسطس 1841-بما نصه:
"إن مصر وححها تستطيع أن تقوم بدور مؤثر في توحيد العرب بعد أن تسقط اﻹمبراطورية العثمانية، ولهذا يتحتم حجز هذا البلد (مصر) في موقعة وعدم السماح بخروجة إلى المشرق،و إذا استطاع اليهود إنشاء مستعمرات كافية و قوية في فلسطين، فإن هذه المستعمرات تستطيع ان تقوم بمهمة حجز مصر في إفريقيا، و هذا يعطى للقوى اﻷوروبية يحا طليقة في المشرق العربي"

بعد قرن تقريبا أعاد "دايفد بن جوريون" - المؤسس الفعلي ﻹسرائيل - صياغة مطلب عزل مصر في يومياته كاتبا ما نصه :
"إن مصر وحدها هي التى يحسب لها حساب في المنطقة، فهي التي تقدر إذ واتتها الظروف الملائمة على توحيد العرب، لكن مصر أشبه ما تكون بزجاجة، وعنق الزجاجة سيناء، فإن إسرائيل سوف تقوم بدور "الغطاء" الذي يمكن كبسه في عنق الزجاجة، فيحكم إغلاقة وختمة و يحبس الخطر داخل قمقم لا يخرج منه".

و الواقع ان سياسة اﻷستعمار الغربي حبس مصر في أفريقيا كلما أمكن.

ثم ورثت إسرائيل هذه السياسة بإعتبارها ابنا شرعيا، أو - رما -غبر شرعي لهذا اﻷستعمار الغربي.

وهكذا فإن المحور الشمالي - الجسر البري بين إفريقيا و آسيا - وشرقي البحر اﻷبيض - أصبح المحور اﻷساسي ﻷمن مصر، كان كذلك منذ اﻷزل و سوف يظل كذلك إلى المستقبل الذي يمكن حسابه.

من كتاب " مبارك وزمانه-ماذا جرى لمصر ولها ؟"
محمد حسنين هيكل.