السبت، 16 فبراير 2013

الرحيل ...


       عَلم بأن رحيلهُ قد حان وأن ما من مفر من وداع لائق لمن شاركوه حياته في مراحلها المختلفة , فدعى كل من استطاع  تذكرهم ليوم حافل كان قد اعد له منذ أن أحس بإقتراب الميعاد.أعتقد البعض انها دعوة للم الشمل أو للتعارف أو حفلة خاصة لكن أحدهم لم يعتقد أن تكون حفلة وٍداع, أحتفظ بمشاعرة لنفسة كعادته خبأها بين ضلوعة ولم يعي حتى أقربهم إلية بحقيقة ما بداخله.      
بدأ وصول الأصدقاء المدعوين -على إختلافهم- إلى منزله, جُهزت المائده بأصناف مختلفة ومشروبات متنوعة بتنوع  أصدقائة كل على حسب مايحلو له ومايفضل, بدأ الحفل, جلس الأصدقاء على مائدة واحدة لأول مرة منذ أعوام مضت فرقتهم فمنهم من سعى بشراهة لجنى المال ونسي حتى نفسة ومن حوله ومنهم من تلقفتة الحياة بين دروبها فأرهقته, ومن سعى للشهرة وباع نفسة لأضوائها فنسى الحياة بين الاصدقاء, والذي ضحى بأصدقائة من أجل حب زيف فرقة عن الناس, 
إلا أنه أستطاع بما لدية من رصيد حب ووفاء لديهم أن يقنع من أستطاع الوصول إليه بقبول دعوتة للم الشمل من جديد-هكذا تم الدعوة لليوم على انه يوم للم الشمل.فبعد أن حقق البعض بضع أهدافه فلا ضرر من لم الشمل من جديد لإضافة بعض من المرح والدفئ- المفقود- في حياته وحياتهم, وعلى إختلاف الاصدقاء والمجموعات فقد قرر أن يدعو الجميع فأتى من أستطاع فكانت فرصة عمل للبعض وللتعارف للاّخر, أما بالنسبة إليه فهى فرصة للإستمتاع بما أيقن أنه أنقى إحساس للدفئ والاحساس بالجماعة بين من أحبهم وأختارهم, قبل وداع بات يدنو يوم فالأخر. 
أطلت عليه من بعيد بنورها اللافت لا لأحد سواه يرى نورها ويستشعرة من بعد, كعادتها تبتسم لها الدنيا بإبتسامتها الخلابة وتتراقص مع حركتها أغصان الشجر, أقبل عليها في عينيه إشتيق واضح لأيام محاها الزمن من ذكريات البشر إلا ذاكرتهما او ذاكرته على الأقل- ياربي لما لا يعى المحبين نظراتهم المفعمة حياة وحب لما قيلت كلمة بحبك أبدا ؟!- فلم ينساها يوما ولم ينس يوما شعاع الأمل من عيناها الحانيتين ولا  مفتاح الحياة في إبتسامتها, مد يده في لهفة المشتاق للمسة حانية من يد دائما ماكانت يد العون للتغلب على عواقب حياته_التي هي على مشارف نهايتها فما اجمل من أنقضائها بجانب من أعانه عليها- لم تعلم يوما انها بلمسة من يدها تقويه على عوائق حياته, بضحكة منها تزول الهموم من صدره, بنظرة خاطفة منها إليه يتبدد الغم, لم يخبرها قط بماهيتها لديه فاكتفى بنصيبه القليل من سلامات ونظرات وإبتسامات,
     
       أنتظرها ,,
بصبر الحصان المعدي لمنحدرات الجبال ,, 
, انتظرهابذوق الأمير الرفيع البديع,, 
انتظرهابسبع وسائد محشوة بالسحاب الخفيف 
انتظرهابنار الباخور النسائي ,, ملئ المكان ,, 
انتظرها برائحة الصندل الذكرية خول ظهور الخيول ,,, 
انتظرهاولا تتعجل ,, 
فأن أقبلت بعد موعدها ,, 
فانتظرهاوإن أقبلت قبل موعدها ,, 
فأنتظرهالكى تتنفس هذا الهواء الغريب ,, 

انتظرها هكذا تعامل مع حبة لها انتظرها حتى بعد رحيلها انتظرها فأنتظرها الى ان اعد هذا الحفل الخاص للقائها, كان اللقاء على عادتة مفعما بالمرح لم ينس احدا منهما المرح الذى اعتاد عليه فضحكاتها غذاء لروحة تقوية على الايام, وكم هو في امس الحاجة لتعينه على تحمل الفراق بمرارة, 
لم يخبرها بما يعانية كعادته, بل استعان بتلك اللحظات المعدودة في الأستفسار عنها وعن أبنها الذي ينادى بأسمة فقد قررت ان تسمى اول ابنائها بأسمة تفائلا به, لم يكن يعلم انها ارادت ان تراه من جديد في حياتها فجعلت منه نسخة في منزلها, فقد اشتاقت إليه اشتاقت لحديثهما وكيف انه يحول شكواه لمرح,كانا متحابين متفاهمين لدرجة التناغم لكن احدهم لم يقبل على قولها - ماكان ينقصهم سوى نطقها من اي طرف ويالعجب المحبين لا يرون العيون المفضوحة- وأكتفى بفلسفتة في أن الصداقة قادرة على إستعاب ما وصل اليه من تناغم, مع الايام وزواجها وانقصاع اتصالهما ببعض شيئا فشئ وانهارت معها فلسفة الخاصة في حياتة بالصداقة الزيف, فما من صداقة في حياة التقاليد تحكمها, تسرب اليأس لحياتة لكنة بعد لقائة به ويقينة بأنه ماكان بغائب عنها فقد كان امامها ليل نهار, تواصلهم الروحي كما ايقن جعل من ابنها شخصا له, 
 وانتظرها الى ان يقول لك الليل لم يبقى غيركما في الوجود 
فخذها برفق الى موتك المشتاق ,,, وانتظرها 

قصيدة : انتظرها – محمود درويش